1047413
1047413
عمان اليوم

الأعياد لها عادات وتقاليد مميزة بين العمانيين

29 يونيو 2017
29 يونيو 2017

المقلّاي والشواء والمشاكيك أهم موائدها -

إعداد: جمعة بن سعيد الرقيشي -

1047409

أهم المأكولات والوجبات الرئيسية العمانية التي يتم تناولها منذ صباح اليوم الأول من أيام العيد هي وجبة العرسية التي تخلط وتعصد ببعضها البعض التي تصنع من الأرز الأبيض مضافا إليها الدجاج الطازج والترشة أو الترشي مع وجود الهريس أو الهريسة والحلوى العمانية والرطب أو التمر المفرد أو المدعوص أو المدلوك المخلوط بالسمن العربي العماني الأصيل إلى جانب الفواكه كالعنب والرمان والسفرجل مع تناول شرب القهوة العربية عبر الفناجين الصغيرة، حيث نجد جميع الأهالي والجوار يتبادلون الأحاديث الودية ويتناشدون عن العلوم والأخبار مهنئين بعضهم البعض بعيدي الفطر أو الأضحى السعيدين. بينما يقوم البعض الآخر بتقديم واجبات الضيافة إلى أن يأتي وقت صلاة الظهر حينها يقوم الأهالي بأكل وجبة لحم المقلاي ثم يقومون بإشعال النار معلنين بداية إيقاد حفرة الشواء وشك المشاكيك المبزرة بالبهارات العمانية الأصيلة التي تكون رائحتها الشهية تفوح من كل المنازل. وبعد الانتهاء من دفن الشواء يعود الجميع لشي أو ضبي المشاكيك عبر تنور صغير أو حفرة صغيرة تحت أو فوق الأرض تكون مستطيلة الشكل، وتجتمع حولها كل الأسر متلهفين لأكلها وهي ساخنة.

وجبات لا تنسى

تعتبر وجبة لحم المقلاي والمشاكيك والشواء في السلطنة من أهم وأحلى وأفضل الأكلات في الموائد الأسرية العمانية التي تقدم للضيوف والمهنئين بمناسبة عيدي الفطر والأضحى السعيدين. حيث يقوم بإعدادها معظم أفراد الأسرة الواحدة في كافة ولايات محافظات السلطنة. تقدم تلك الوجبات بعد أن يتم ذبح الأضحية في كلا العيدين، حيث يقوم أب الأسرة أو كبير العائلة فيها خاصة ممن يجيد الذبح ما يستطيع ذبحه كل على حسب قدرته من خراف أو نعاج أو أغنام أو أبقار أو جمال. فالعائلة الكبيرة تقوم بذبح أكثر من نوع كالأبقار وأكثرها الثيران والجمال، أما العائلة الصغيرة فتقوم بذبح الأغنام والنعاج والخراف، كما تقوم بعضها بتقاسم ذبيحة واحدة من الأبقار أو الجمال، وفيها يتم تجمع العوائل وتحضير أكلات العيد التي تكون لها فرحة ونكهة خاصة لدى الجميع. فبعد أن تذبح الذبيحة تقطع على أشكال مختلفة ومتنوعة حيث تجزأ إلى 4 أو 5 أقسام. فالقسم الأول يكون للمقلي أو المقلاي أو المحمس بعد أن يضاف له مجموعة من البهارات والثاني يكون للمشاكيك وهي من حطب النخيل فتصنع من سعف أو زور النخيل وبعضها من الأشجار تكون أطوالها بين 30- 40 سنتيمترا. أما الجزء الأكبر من الذبيحة فيكون للشواء، وهذه أهم وجبة تؤكل مشوية بعد أن توضع في حفرة دائرية الشكل بعمق نحو 3 - 4 أمتار وعرض مترين تسمى (التنور) لمدة يوم في بعض الولايات ويومين في بعضها الآخر، وتشعل فيها النار بواسطة الحطب الخشن الجاف المقطوع من أشجار السمر أو الغاف أو القرط أو من جذور النخيل الميتة «جذر أو جذوع النخيل»

وجبة المقلاي أو المحمس

تعد هذه الوجبة بعد عودة المصلين من صلاة عيد الفطر أو الأضحى وبعد ذبح الأضحية أو الذبيحة في اليوم الأول. أما عند البعض فيتم اليوم الثاني من العيد ومنهم من يذبح في كلا اليومين، وذلك حسب إمكانية كل أسرة. حيث يقوم جميع الأفراد لا سيما الذكور بمساعدة الوالد والوالدة في ذبح وتقطيع وتنظيف الذبيحة وإعدادها، وتشترك الإناث في عملية إعداد وجبة المقلاي أو المحمس المعد من الكبد والقلب والكلى والمعدة «الكرش» وقطع من اللحم الجيد حيث تضاف إليه البهارات، ويؤكل مع الخبز اليابس أو الرخال العماني المميز المزود بالسمن والعسل، وإن بعضا من هذه الوجبات التي تعد في المنزل يقوم الأهالي بتوزيعها على الأهالي والجيران للمنازل المتقاربة إلى جانب الفقراء والمساكين.

وجبة لحم الشواء

يبدأ الرجال في تجهيز لحم الشواء بإدخاله في (التبزيرة) وهي عبارة عن خليط من الماء مضافا إليه الملح والفلفل الأحمر والهيل والبهارات الأخرى المختلفة والخل العماني، ويجهز لحم الشواء في الغالب في آنية مخصصة تسمى الخصفة المصنوعة من سعف النخيل أو التنك (القوطي) المصنوع من الصفيح أو المعدن، حيث توضع قطع اللحم المتوسطة الحجم إلى جانب رأس الأضحية سواء من البقر أو الأغنام داخل تلك الآنية بعد أن تهيأ بشكل جيد، حيث تدخل بها أوراق الموز الخضراء أو اليابسة أو بعض الأشجار الأخرى خوفا من احتراق الخصفة أو اللحم نظرا لقوة النار التي بداخل حفرة التنور والتي تكون ملكا لمجموعة من أهالي القرية أو الحلة. يتم إشعال تنور الشواء في الحلة بعيدا عن المنازل من جذوع النخيل أو من حطب السمر أو الغاف أو القرط، حيث يجتمع الأهالي بعد صلاة العصر عند التنور، ويتم إلقاء خصاف الشواء واحدة تلو الأخرى بتنسيق من قبل متخصصين في هذه المهنة أكثرهم من الكبار أو متوسطي السن ويدفن تحت تأثير جمر من النار القوية لمدة يوما أو يومين حتى ينضج اللحم، وبعد الانتهاء من تغطيته ودفنه بالتراب يرش بقطرات من المياه خوفا من خروج الدخان ثم يعود الجميع إلى منازلهم على سبيل العودة غدا لفتح التنور وانتشال الخصف من داخله تأهبا لأكله مع الأزر والخبز والعسل، حيث يردد الجميع عند نتق أو فتح الشواء بالقول (شواكم ني شوانا نضيج).

وجبة لحم المشاكيك أو المظبي

لإعداد تلك الوجبة الطيبة والجيدة كشبيهاتها من وجبة الشواء حيث تقوم كافة الأسرة بشك أو بإدخال اللحم المقطع إلى أجزاء صغيرة في المشاكيك النحيلة المصنوعة من حطب النخيل أو بعض الأشجار المعروفة لدى العمانيين بحيث لا يزيد طول الواحدة منها ما بين 30-40 سنتيمترا، فتجتمع كل أسرة فرحة بهذه العادات التقليدية العريقة المتوارثة، فقبل أن تشك قطع اللحم فيها يقوم أحد المهرة من الأسرة، الأب أو الأم أو الإخوة الكبار من الذكور والإناث بإضافة البهارات الخاصة بها وهي عبارة عن السنوت والهيل والجلجلان والثوم والملح والقرفة والفلفل الأسود والتوابل الأخرى المتوفرة.